الشتاء

أنا من عشاق فصل الشتاء، برده ومطره، لي فيه ذكريات عزيزة سرعان ما تعود مع أول قطرة مطر. نحن في بيت العائلة نلتف في سهرتنا حول مدفأة الفريدمان، نشوي الكستناء أو نقحمش كسرة خبز أو فلقة جبن نابلسي. البرتقال فاكهة الشتاء، نختار الحبة الكبيرة غامقة اللون ونعطيها للوالد يقشرها لنا مع توصية بأن نستخدم أسلوب الاختيار عند شراء البرتقال من المحل (نقّيها زي ما بتحب تاكلها).
أمي، أحياناً، تذهب الى غرفة نومها وتعود حاملةً كيس المكسرات والمخلوطة، تكيل لكل منا حصته بفنجان القهوة الشفاف المفلطح، كان هذا الفنجان هو الرائج في ذاك الزمان. المطر له صوت يرقع على الاسبست وأثناء انسيابه على الأدراج.
في إحدى سنوات التسعينات جاء شتاء قارس أثلجت فيه ثلاث مرات، فاض الينبوع أسفل مسجد الروضة ونزلت مياهه الى الشارع، كانت سنوات بركة، أصوات الرعد والبرق تزلزل الأرض، صاعقة ضربت شجرة مجاورة سمعنا صوتها عندما كنا نتناول قلاية بندورة على طبلية صنعها الوالد من الألمنيوم لتبقينا في غرفة الجلوس وتجنبنا السفر الى المطبخ في مثل هذه الأيام.
اليوم أحضرت بناتي من المدرسة، تماماً كما كان يفعل أبي أو عمي أبو فراس في طقس مثل هذا، يطوف على مدارسنا ويأخذنا بسيارته الى البيت. في بعض الأحيان نعود تحت المطر، نصل البيت وقد اخترقت المياه ملابسنا وأحذيتنا.
أتمنى عند عودتي اليوم الى البيت أن أجد جاط شوربة العدس الساخنة مع عصرة ليمون فوقها وخبز جافر لأفتّه في الجاط مع زيتون أخضر وقرن بصل أخضر أو فجل مقرمش، شوربة العدس جزء من تقاليد الشتاء، تعدّها زوجتي على طريقة أمي أو أمها. نفس الطعم يذكرني أنني تناولتها مرة في بيت معلمتي وصديقة والدتي الست نجاة في يوم مثل هذا اليوم. لا يزال طعمها في فمي.
أخبار التلفزيون الاسرائيلي على السابعة ليلاً (السابعة ليلاً في تلك الأيام في ذلك الزمان كانت منتصف ليل)، ننتظر بشغف فقرة الحالة الجوية، ثم ننقلب الى التلفزيون الأردني، نتابع الأخبار وننتظر الحالة الجوية. نهاية الأخبار هي موعد النوم، نقف أمام المدفأة لنجمع المزيد من الدفء، في بعض المرات اصطلى بنطالي (من حرارة المدفأة)، وما إن تكتنز ملابسي بكثير من الحرارة أركض الى السرير المجهز سلفاً لكي أندس فيه. لحاف الصوف ووسادة الصوف وفرشة الصوف هي مكونات السرير في ذلك الوقت. ننام على أصوات الرعد والبرق، وقد تنقطع الكهرباء بضع ساعات نتيجة عاصفة أو صاعقة برق، فيشعل لنا والدي الشنبر لوكس الغاز.
نصحو من نومنا في الساعة السادسة صباحاً، نتجمع في غرفة الجلوس ووالدي يحاول المحافظة على القهوة ساخنة بوضعها على طرف المدفأة انتظاراً لوالدتي التي تُجهز نفسها للإنطلاق الى مدرستها في قرية الفندق المجاورة لقلقيلية. بعضنا يلبس أمام المدفأة، بعد تدفئة الملابس وتبخير الرطوبة منها.
الصف مكتظ بالطلاب، حرارة أنفاسهم كفيلة بتدفئة الصف، لكن بعض الأساتذة يتضايقون من رائحة الأنفاس فيطلبون فتح الشبابيك، في أيام الشتاء الغزيرة لم يكن هناك فرصة (استراحة) بعد الحصة الثالثة، كنا نستريح في الصف، ويحضر أبو سامر (مسؤول المقصف المدرسي) الى الصف معه كرتونة مصفوف فيها عشرات أنصاص الفلافل ليعرض على الطلاب شرائها. ويُتبعها بجولة أخرى للبسكويت المشلح مع رأس العبد. مصروفي بالمدرسة كان نصف شيكل، لعله ازداد في المرحلة الثانوية ليصبح شيكلاً واحداُ فقط.
أعود الى البيت جائعاً، أفتح الثلاجة لأكل ما فيه النصيب، أحياناً أجد صحناً فيه بقية من غداء الأمس فألتهمه بارداً، وأحياناً أجد بقية فطيرة القزحة أو الحلبة أو النمورة على الطاولة فأقضي على آخرها ان استطعت.
تعود أمي لتعد لنا الطعام، ونجتمع على الغداء من الجديد، لنعيد ما قمنا به يوم أمس.
أيام الشتاء جميلة بما فيها من دفء واجتماع والتفاف.. نتقاتل على المدفأة ومكان الجلوس، ومن سيتحكم بالتلفزيون…

بين الحانة والمانة ضاعت فلسطين

حدثني جدي رحمه الله، وفي ذاكرتي الكثير من قصصه العظيمة، عن الصراع الذي نشب بين المجلسيين (جماعة “سيف الدين الحج أمين” قصده عن الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى) والمعارضين (جماعة النشاشيبي) في عموم فلسطين في منتصف الثلاثينات، في فترة الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية التي كانت تسعى لإقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين.

حيث أقامت المعارضة مهرجاناً خطابياً انتخابياً حاشداً في منزل أحد العائلات النابلسية العريقة الواقع في شارع بليبوس (حكى لي الاسم وأتحفظ عليه)، وقد طلب زعيم المعارضة وقتها من المُقريء الشيخ قراءة آيات من القرآن الكريم في افتتاح المهرجان الخطابي.. وقد كانت هذه الآيات بعد “بسم الله الرحمن الرحيم”:

(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) سورة نوح)

في اليوم التالي واثناء جلوس المقريء في أحد المجالس، واذا بالمرحوم (أتحفظ على اسمه أيضاً) زعيم المجلسيين يَقرصه من أذنه ويقول له: “لمين قرأت هذه الآيات؟؟، احنا الـكفار؟” فارتبك المُقريء وقال له: هيك زعيم المعارضة حكالي أقرأ..

فرد زعيم المجلسيين (وهو من عائلات نابلس العريقة أيضاً) أنه سيدعو الى مهرجان انتخابي خطابي غداً وعليه الحضور لقراءة الآيات الافتتاحية، حتى لا يتم احتساب المقريء على أي طرف، وقبل المقريء الفاضل (وإسمه عندي ايضاً رحمه الله)..

في اليوم التالي قرأ المقريء الآيات التالية بناءً على تعليمات زعيم المجلسيين: “وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) سورة الأحزاب”

وبين الفصيلين الكبيرين وقتها.. وتوظيف الوطنية والخطابات الرنانة وآيات القرآن المُحكمة، ضاعت فلسطين.. وكما يقول المثل: “بين حانة ومانة ضاعت لحانا”.. ولا حول ولا قوة إلا بالله

صناعة الخبر من شبكات التواصل الاجتماعي

هناك منهجية جديدة لصناعة الأخبار تظهر شيئاً  فشيئاً تعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي، وباختصار يقوم محرروا الأخبار في المواقع الالكترونية بمتابعة ما يكتبه السياسيون على صفحاتهم الخاصة ويقومون بإعادة صياغته كخبر صحفي.
هذه المنهجية أصبحت معروفة وناجحة جداً في مصر، لكنها بطيئة جداً في فلسطين، والسبب أن نجوم الميديا “المشاهير” في فلسطين لازالوا بعيدين عن المساهمة القوية في شبكات التواصل الاجتماعي وبالتالي فالاعلام لا يلاحقهم على شبكات التواصل لصناعة الخبر بناءً على ما يكتبونه..
مثال على ذلك، تغريدات محمد البرادعي على تويتر والتي تنتشر كالنار في الهشيم في مصر، ويتم كتابة أخبار عديدة عنها وحتى يتم نقلها للإعلام التلفزيوني، لكن في فلسطين قليل جداً أن ترى موقع اعلامي ينقل عن سياسي فلسطيني رأياً قام بتغريده على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا مما يُضعف من دور الاعلام الاجتماعي في صناعة الاخبار.
الحل طبعاً هو أن تسعى وسائل الاعلام الالكترونية تحديداً الى تنمية هذا المجال والتركيز على النقل المكثف عن السياسيين بما يقولونه على شبكات التواصل الاجتماعي وبالتالي سوف يلحق السياسي الاعلام.

التوازن بين العمل والحياة…

الانسان له طموح مهنية ومهام عمل يومية، وتأخذه هذه الطموح بعيداً لدرجة أنه ينسى متطلبات حياته الأساسية مثل الصحة والعائلة والترفيه والروح…work-life-balance
التوازن بين العمل والحياة أساسي ومهم لنجاح الانسان، فالعامل لن ينتج جيداً لو لم يقضِ اجازة نهاية أسبوع مريحة مع عائلته مثلاً، أو اذا كان على خلاف مع بيته وأسرته أو كان متعباً جسدياً أو نفسياً…

لذلك برز موضوع التوازن بين الحياة والعمل لكي لا يطغى جزء على جزء، ولذلك نجد أن التأخير في العمل لما بعد ساعات الدوام مؤشر سلبي للموظف في بعض الشركات، وعدم أخذ الموظف لإجازته يستدعي التنبيه أو الانذار في شركات أخرى.. طبعاً هناك شركات تتبنى جزء من حياة الانسان فتمنح موظفيها اجازة مدفوعة مع تغطية تكاليف الإجازة في حال كانت جولة سياحية، وهذا يخدم بإتجاهين: الأول أن الموظف يشعر بالراحة النفسية، وبالتالي سيعود الى عمله مفعماً بالنشاط والحيوية، والثاني: أن ذلك يعزز الانتماء الوظيفي لدى الموظف ويعكس بالتالي صورة ايجابية عن بيئة عمله ومؤسسته التي يعمل بها…

التعليم ليس رفاهية

يقطع الأهل من لحم أجسادهم لتعليم ابنائهم… والإبن:

1. داير
2. مش حاسس
3. مش مقدّر النعمة
4. وقته مهدور في التفاهات
5. غبي (الغبي بالنسبة لي ليس هذا الذي تضع امامه شوية برسيم وشوية خبز فيأكل البرسيم,,, لا … الغبي هو الغير قادر على الابتكار والابداع والمبادرة والتعامل مع المشاكل والضغوط)
6. لا يعرف ولا يبحث

أولى لي أن أرمي ابني بالشارع على ان يكون واحد من السابق …

صدقوني هناك نماذج “صاروخية” بمعنى الكلمة.. هؤلاء هم من تنتظرهم مراكز القيادة في الشركات والمؤسسات وحتى على مستوى الوطن..

يصدمني من يصر على أن يعلم ابنه مع ان ابنه رسب بالتوجيهي، ثم نجح بطلوع الروح، ثم يرسله ليدرس جامعة فيعيش الدراسة وهو يتعكز ثم يتخرج فلا يجد عمل فيبحث عن حرفة…

الغبي هو الأب في هذه الحالة… اصرار في غير محله، وعمر ابنه يحترق أمامه…

ثم يا أيها الناس… هناك تعليم مهني يكسب ابنك صنعة، أفضل له مليون مرة من دراسة بكالوريوس تربية .. بالله عليكم من أفضل حالاً .. صاحب مصلحة تكييف وتبريد أو مصلح غسالات أو كهربجي سيارات أو ميكانيكي وجميعهم معهم دبلوم بحد أعلى .. ولا خريج الجامعة (اقتصاد، محاسب، محامي، شريعة، فنون، تربية…الخ)؟؟؟

ذكريات التوجيهي

رمضان في مسجدنا، بين اليوم والأمس

يوم كانت الصلاة في مسجد الروضة على الحصير، يوم كان بدون مكيّف، يوم كان الشرب من أباريق الفخار التي تكون مصفوفة على النافذة الغربية الكبيرة… ويوم كان الحي صغيراً، ويوم كان المسجد يتسع للجميع، ويوم كان أول من في الصف يعرف آخر من في الصف… كانت الصلاة أجمل… والأجواء يسودها الخشوع والهدوء باستثناء بعض الولدنات التي لا تنتهي في أي زمان ومكان…كنا نعيش كل فرض في المسجد، وكنا نفقد بعضنا البعض… منع التجول كان فرصة لأهل الحي لنلتقي سوياً… وكان منع التجول يتم في ليلة القدر على صلاة الفجر ويبقى حتى بعد عيد الفطر. لكننا كنا نعيش نكهة العيد بتكافلنا وتضامننا وتقاربنا…
اليوم الصلاة على الموكيت، في مسجد لم يبق من معالمه القديمة شيء، النوافذ مغلقة، التبريد على المكيّف، والساوند سيستم (نظام الصوت) مع بعض مؤثرات الصوت بحيث يجلب الصدى بعض الخشوع.. الإنارة كثيفة وديكور السقف يعطي للمكان رونقاً اضافياً… جهاز تعطيل التقاط الهاتف الخلوي موضوع فوق المنبر والذي اختفت عنه الرايات الخضراء اليوم…كانت درجات المنبر يكسوها قطعة قماش ناعم لونها أخضر، لكن اليوم المنبر مفروش كما لو كان كنبة في البيت…

الشيء الوحيد الذي بقي كما هو.. هو صوت الشيخ عبد الله الحجاوي والشيخ أبو صهيب امام المسجد…

في الزمن الجميل كان هناك أصوات جميلة تؤمنا في الصلاة نفتقد اليها اليوم، كما ونفتقد بعض المشايخ الذين كان لهم من الكلام ما يشرح الصدر ويجدد العزيمة بعد جولات الانهاك في الركعات الطويلة…

رحم الله زماناً كنا نقبل فيه على الله بدون شروط، اليوم هناك بعض الشروط مثل:
– الشيخ خفيف ظريف…
– المسجد مكيّف…
– مواقف سيارات…
وبعض الشروط الأخرى…

أنظمة الجودة والعقلية الإدارية

عندما قررت شركة موتورولا تطوير وتطبيق استراتيجية “معايير سيغما” كان الهدف من ذلك ايقاف خسائر الشركة، وتحويلها الى شركة قادرة على الربح، خلال عدة سنوات استطاعت الشركة تحقيق الهدف، وأصبحت معايير سيجما علامة مسجلة لصالح شركة موتورولا نظراً لنجاحها، وطبقتها شركات أخرى لتحقيق النجاح.

نظام الجودة الأوروبي EFQM هو نظام اداري آخر يهدف الى تطوير المؤسسات لتحسين الأداء ونتائج الأعمال، تسعى شركات كثيرة حول العالم من خلاله لتحقيق التميز الذي تسعى اليه، التميّز طبعاً ينعكس ايجابياً على الأرباح، ومعظم المبادرات التحسينية في المؤسسة يجب أن تنتج في النهاية عائدات مادية على المؤسسة التي تطبق نظام الجودة.

تعتمد أنظمة الجودة في العالم مثل (ISO, EFQM, 6 sigma وغيرها) على مبدأ واحد هو نموذج ادارة الجودة الشاملة، وجميعها تطبق بطريقة أو بأخرى نموذج Deming Cycle التالي:

نموذج لديمنج سايكل
خطط ثم نفذ ثم افحص ثم حسّن ثم خطط ثم نفّذ ثم افحص ثم خطط... عملية لا نهاية لها...

هذا ليس سوى تقديم للموضوع، من يرغب بالتفاصيل يمكنه البحث على جوجل… والموضوع هو ما سيأتي بعد قليل…

أعجبني كثيراً منطق تتبناه شركة جوجل وهو أن هدفنا “تقديم خدمة بحث مميزة للبشر، والربح المالي يأتي كنتيجة لذلك” ..وقد كان ذلك سبب نجاحهم… (يمكن الاطلاع على فلسفة جوجل من الرابط هنا)
بالمقابل، فإن شركة ياهو العالمية لم تحقق ما حققته جوجل على الرغم من أنها كانت رقم واحد على الانترنت قبل خروج جوجل، وكانت مقصد المحتاجين للحصول على خدمات البحث على الشبكة العنكبوتية…
لكن لماذا تقدمت جوجل على ياهو؟ بنظري لأن ياهو وضعت الربح المادي هدفاً أولاً ثم خدمة المشترك.. لكن جوجل قامت بالعكس. وبالتالي فإن هدفهم ومن أجل تحقيقه يحتاج الى تقديم خدمة سريعة وبسيطة… وقد نجحت جوجل في استراتيجيتها وغدت أكبر شركة على الانترنت، بل ان أرباح جوجل في الربع الثالث لعام 2011 تخطت الثلاثة مليارات دولار (ميزانية السلطة الفلسطينية لعام واحد هي مليار دولار).

عدد موظفي جوجل هو حوالي 30 ألف موظف، استطاع هؤلاء تحقيق ربح بالمليارات في ثلاثة أشهر (ربع سنة)

عدد موظفي السلطة أكثر من 140 ألف انسان.. لكن غير قادرين على تحقيق تنمية حقيقية في البلاد… ما السبب؟

نعود الى موضوع التميّز.. لنربط الموضوعين مع بعضهما البعض…

التميّز هو شيء رائع، وأنظمة التميّز أنظمة جديرة بالتطبيق في عالمنا العربي، لكن اذا لم نتبع فلسفة كفلسفة جوجل فإن تطبيق تلك الأنظمة سيفشل.. والسبب؟ أن تطبيق أنظمة الجودة ان لم ينبع من ارادة حقيقية وقناعة داخلية بأهميته فإن قوى ممانعة التغيير ستنتصر وستفشل المسعى الذي قد يكون البعض مقتنعاً به، إلا أن أغلبية مراكز القوى في المؤسسة قد لا تكون راغبة به.

تحاول بعض المؤسسات الإستثمار في تطبيق أنظمة الجودة، وقد يكون هذا الاستثمار لسببين، الأول: هو لمجرد الحصول على شهادة تضاف الى مجموعة الشهادات الأخرى لدى المؤسسة. والثاني: هو لأن المؤسسة تنوي فعلاً تطوير نفسها وتغيير أسلوب القيادة فيها، من أجل النهوض بالعمليات واجراءات العمل…

الفرق بين الأول والثاني أن احتمالية النجاح للأول ضعيفة، وحتى لو نجح الأمر في البداية فإنه لن يستمر، لأن الحصول على شهادة الجودة لم يكن وفق منهجية تضمن الاستمرارية.

أما الثاني فقد لا يكون مهتماً من الأساس في تحقيق شهادة للجودة، لكنه يؤمن بضرورة تطبيق مباديء الجودة العالمية وأنظمتها، وبالتالي فهو يريد التحسين لأنه فعلاً يريد التحسين، وهذا النوع سينجح بالتأكيد وبإيمانه المستمر بمباديء الجودة وما يمكن أن يتحقق من خلال هذه المباديء فسوف يصل الى مستويات متقدمة من التميّز، وسوف تكون شهادات التميّز تحصيل حاصل ونتيجة للجهود المستمر التي بذلها. (هل ربطتم قصة جوجل مع هذه النقطة؟)

في الختام فإنني شاهدت مؤسسات كثيرة في وطننا تحصل على شهادة الآيزو للجودة الإدارية، لكن شهادة الآيزو لا تمنح مرة واحدة، ففي كل عام أو بضعة أعوام يجب استدعاء مسؤول التقييم في المؤسسة أو ممثل للمؤسسة ليقوم بإعادة التقييم وفي حال خرجت عن التعليمات والمباديء الخاصة بالنموذج فهذا يعني أنك لن تحصل على الشهادة مرة أخرى…

فيجب علينا قبل أن ننطلق لتطبيق أنظمة الجودة، أن نضمن ايمان جميع القيادات المؤسسية، والطواقم في المواقع ذات الاهمية داخل المؤسسة بأهمية تطبيق الأنظمة وكيف يمكن أن تنعكس هذه الأنظمة ايجابياً على صحة المؤسسة ومستوى أدائها بل وحتى احترام السوق والمجتمع لها. ثم بعد ذلك يمكن أن ننطلق الى تطبيق أنظمة الجودة وسوف يكون مسألة الحصول على شهادات الجودة مسألة تحصيل حاصل.

مفهوم الإدارة والقيادة لدى العقلية الإدارية العربية…

يتمتع المدير بصلاحيات تؤهله لإدارة العمل، لكنه قد لا يتمتع بالمهارات التي تؤهله لقيادة العمل…
القيادة هي خاصية انسانية أساسها وجود الكاريزما والثقافة القيادية التي تعزز المهارات الإدارية العادية، وتحول دون سيطرة الخوف والثقافة البوليسية على عقلية المدير بحيث يكون أكثر انفتاحاً واطلاعاً لموظفيه على أعمال القسم أو الدائرة التي يديرها والاستراتيجية التي ينتهجها في ادارة العمل.

بعض المدراء يعتقدون أن انجاز العمل ينحصر في الاجابة التي يحصلون عليها في حال السؤال “هل تم انجاز العمل” الاجابة المتوقعة هي: نعم أو لا…

بعض المدراء يعتقدون أن تكليف الموظف بالعمل ينبع من واجب الموظف على تنفيذ التكليفات بغض النظر عن طبيعة هذه التكليفات وحتى اذا ما كانت تخدم سياسة واستراتيجية العمل أو تخدم الأجندة الخاصة لهذا المدير.

ثم ان بعض المدراء يمارسون الادارة من منطلقات بوليسية (الادارة البوليسية) فالموظفون ليسو شركاء لا في صناعة القرار ولا في اتخاذه ولا حتى في العلم عنه.

أعحبني نموذج رواه لي أحد الأصدقاء عن مديره، فهو حتى لو أراد التغيب ليوم أو يومين، يقوم بتعيين قائم بأعماله من الطاقم العامل في الدائرة، ويتم اختيار هذا الموظف بالتناوب في كل مرة يتغيب فيها المدير لسبب أو لآخر، ثم ان هذا المدير يقوم بوضع ملاحظة الكترونية تلقائية على بريده الالكتروني بحيث اذا قام أحد بمراسلته فإن رسالة جواب تصل الى المرسل تخبره أن المدير في اجازة حتى تاريخ كذا وينوب عنه الزميل فلان وفي حال الضرورة يمكن التواصل مع الزميل فلان على البريد الالكتروني التالي أو رقم الهاتف التالي…

هذا النموذج متميّز جداً في العمل، ونفتقر له نحن كثيراً في معظم مؤسسات فلسطين، خاصة في المؤسسات العامة، حيث يخشى المدير من تمكين موظفيه وتعزيز قدراتهم، فيقوم بمحاصرتهم، ويقوم بوضعهم في دائرة الغموض، حيث تراه يحظر عليهم التواصل مع المجتمع الخارجي، ويا ويلهم اذا قاموا بمراسلة جهة ما بغير اسمه، أو من بريد غير بريده…

النموذج الصحيح في الادارة هي أن المدير يقود العمل من خلال تعزيز موظفيه وتشجيعهم على المساهمة في صناعة القرار “نموذج الشراكة” ويقوم بإطلاعهم على السياسة والاستراتيجية التي تنتهجها الدائرة أو المؤسسة، وكيف يساهم كل نشاط من الأنشطة الإدارية في تحقيق غايات هذه الاستراتيجية…

النموذج الحقيقي هو نموذج التفاعل وتقديم الموظفين وتعزيزهم وشكرهم وابراز دورهم الايجابي في نجاح المؤسسة، لا أن يسرق المدير جهودهم، بحجة أن العمل في المؤسسة يتم بروح الفريق، ثم تراه عندما يريد أن ينسب الفضل فإنه ينسب الفضل لنفسه فقط وينسى طاقمه…

كثير من السلبيات موجودة في نماذج الإدارة العربية، والطريق طويل لتحقيق التميّز…

أقتبس لكم النص التالي الذي يوضح معنى القيادة من منطلق الفهم لمباديء الجودة، وهذه الفقرة مقتبسة من نموذج التميز الأوروبي EFQM لمعيار القيادة…

What is Leadership?

1.1. Overview

The classic model of the good business leader is the top man who directed and was in control of all aspects of his business. He operated through a hierarchy of management and his organisation had a fairly well-defined and right structure. This type of Leader had some good points and survived throughout most of the 20th century. But businesses today do not have the luxury of stability, they face an ever-increasing change in markets, customers and technology.

Their core business is constantly under threat from newcomers to the marketplace with a different business paradigm.

Organisations cannot afford to depend upon the Leadership of individuals or a small elite of senior executives to meet this challenge alone. They need to harness the ideas, skills, energy, and enthusiasm of their entire team to succeed. Since the 1980s, the concept and practice of Leadership has evolved to meet this challenge.

1.2. Who are the Leaders?

Not only the CEO, company directors, senior executives, line managers are Leaders. In order to gain flexibility and responsiveness, the empowerment to lead has to be cascaded throughout the organisation. We will use the term “Leader” to represent everyone that contributes to the management and change process and leave you to consider who this should be in your organisation.

1.3. What do Leaders do?
A Leader is not necessarily the manager although he or she could be. She/he is however focused on achieving objectives through people.

Most Leaders have a clear vision and are good at communicating it. They are definitely agents for change and inspire and motivate. Furthermore, they are role models for integrity, social responsibility and ethical behaviour, both internally and externally, ensuring their people adopt the highest standards of ethical behaviour.

How do you put Leadership into practice?

2.1. Establish a Vision and Mission

One of the first steps that the Leaders in an organisation need to undertake is to establish why the organisation exists and what it wants to achieve. If Leaders do not clarify and communicate the Vision and Mission, there may be assumed and inaccurate purposes for an organisation.

In order to get your Vision and Mission correct, you need to consider your customers, your partners, the environment in which you operate. You also need to involve your Leadership team in evolving the Vision and Mission so that they feel ownership and commitment to success in accomplishing them.

2.2. Instil Values

The Vision and Mission need the environment of your organisation to nurture and support them. The values that you live by and the culture of your organisation play an important part in ensuring that you can achieve your goals.

2.3. Communication, Communication, Communication

Communication with your people to reinforce the Vision, Mission, Values and Culture is necessary to ensure that the organisation is working together.
Communication of the Policy and Strategy is necessary to make sure that everyone is going in the same direction.
Communication is necessary to understand and sell to one’s customers.
Communication is necessary to understand and negotiate with one’s suppliers.
Communication with your other Stakeholders is necessary to maintain their trust in your organisation and engage with them. You have to know who your different external stakeholders groups are and develop approaches to understand, anticipate and respond to their different needs and expectations.

A good communication is a two-way process. As a Leader, it is your role to communicate the right things, sending a clear message, which is relevant and in context. It is important to pay attention not only to the words, but also your tone and facial and body expressions. Furthermore, communication has to be at the right time and knowing who your target audience is.

In staff surveys, poor communication from leaders is one of the most common causes of dissatisfaction. So it is important to get it right. But in order to communicate effectively, you must understand those that you are communicating with and choose the most appropriate way to communicate.

2.4. Act as “agents of change”

In order to achieve Excellence, your organisation will have to change. What is more, you will need to establish a culture that accepts and welcomes change.

But change is uncomfortable. It takes away the familiar routines. It challenges your pre-conceptions. It forces you to learn. In general, people do not like and resist change.

As a leader, you have to be a facilitator and catalyst. The first hurdle is you – yourself. You will need to change and welcome change in order to help others to change. In this, if in nothing else, you will need to lead the way and be a role model for others. You have to be able to understand the internal and external drives of organisational change.

There is no one recipe for success but some ideas are:
Do something culturally symbolic, for example: investigate an open door policy, empower people.
Do something structural within the organisation, for example: make the offices open plan, redecorate.
Involve everyone: ask opinions on the changes, include everyone in the process of defining your Vision and Mission.
Do something more fundamental, for example: restructure your organisation around processes not functions, perform a Self-Assessment.

You will need to be energetic, enthusiastic, inspiring and motivating to make these changes happen. You will need to support and coach your people through the changes. You will demonstrate your capability to learn quickly and respond rapidly with new ways of working. You will also need patience. Changes do not happen overnight, people go through a cycle of change.

How do you review and improve Leadership?

3.1. Reviewing techniques

There are several techniques that can help you to measure your actions. You can use “Staff and Customer Surveys”, “360⁰ Appraisal” or the “Self-Assessment”.

3.2. How to improve

Using one or more of the techniques above, you will have a list of those areas that need improvement. You will also have a measure of which are the most urgent to resolve. This is the time to involve your colleagues and agree an improvement plan.

If you are still at the beginning of your road to Excellence, you may gain sufficient ideas for ways to improve. But there are many sources of ideas and training.

Another source of information may be less familiar to you – Benchmarking. This involves comparing your organisation with another and identifying points and Good Practices which you could use.

تحذير الى الأحبة والأصدقاء والأقرباء… اختراق حاسوبكم

طبعاً أنا لا أكتب في هذه المواضيع لأنني أعتبر أن الحذر صفة طبيعية للإنسان، لكن يوم أمس أوقفني أحد الأصدقاء الأعزاء، وطلب مني أن نتحدث بهدوء عن موضوع أثّر بي كثيراً…
بدأ كلامه بالقول:

“أنا منذ شهرين في كرب عظيم جداً، بحكيلك أحسن ما تسمع من الناس، ومنشان تكون عارف اذا شفت شي…”

القصة وما فيها أن صديقي تعرّض حاسوب بيته للإختراق من قبل عديمي الضمائر “وما أكثرهم هذه الأيام” وقاموا بسحب بعض الملفات العائلية الخاصة “صور لزوجته وأطفاله وقريباته”… ثم كانوا يتجسسون عليه بشكل مستمر، حيث كان صديقي يتحدث بعض المرات مع زوجته عبر مسنجر الفيسبوك أو المسنجر العادي بكلام خاص من عمله…

أرسل هؤلاء الحثالات له بعض العيّنات من الصور الخاصة، وبعض اللقطات من شاشة حاسوبه أثناء اجراء محادثاته، وطالبوه بدفع مبلغ 5000 دينار مقابل عدم نشر هذه الخصوصيات…

صديقي هذا لا يعرف كيف تم اختراقه، ولم يعرف ماذا يفعل، ولا يعرف كيف يحمي نفسه.. وهنا وجدت لزاماً على نفسي أن أنصحكم يا أصدقائي ويا أهلي… بما يلي:

1. لا تقبلوا عروض صداقة أو اضافة أشخاص على المسنجر أو فيسبوك من جهات لا تعرفونهم… حتى لو بدت الأسماء مألوفة لكم… (أنا لا أعرف عشرات ممن يطلبون الصداقة ولهم نفس اسم عائلتي – لست بحاجة الى صداقتهم)…

2. لا تستلموا ملفات عبر المسنجر نهائياً حتى لو من شخص تعرفونه.. فقط عن طريق الايميل، حيث يقوم الايميل بنفسه بفحص الرسائل المرسلة.

3. لا تستقبلوا ايميلات من جهات لا تعرفونها.. خاصة تلك التي تكون معنونة بعناوين تلفت انتباهكم، على سبيل المثال يتم ارسال رسائل للسيدات تقول ” وصفة سرية لبشرة نقية… ” هذا مثال، وما ان تفتحي الملف حتى لا يحصل شيء ظاهري سوى أن كمبيوترك أصبح مكشوفاً للقراصنة…
اذا كنت من هواة الأخبار، فقد تأتيك رسالة “ملفات أخبار ساخنة” أو “سري للغاية.. افتح وشوف” وكلام خطير مشابه… القاعدة الدائمة ” لا تفتح أي مرفق مرسل من اي جهة لا تعرفها”…

4. وهذه النقطة هي الأهم… متى سنتوقف عن وضع الملفات الخاصة على كمبيوتراتنا؟ هناك من يضع صور زوجته وشقيقاته وبناته على الحاسوب، ثم عندما يتعطل الحاسوب يقوم بحمله الى التصليح، وهناك تحصل فاجعة… ولعلمكم يوجد برامج تسترجع ملفات الكمبيوتر حتى لو قمت بفرمتته، وينطبق نفس الكلام على الفلاشة حيث تقوم بحفظ ملفاتك على الفلاشة ثم تضيع منك الفلاشة أو تسرق وتجد أن ملفاتك الخاصة صارت بيد خبيثة تبتزك كما تعرض صديقي هذا للإبتزاز…
كما أن الموضوع ينطبق على الموبايل، حيث تقوم ولسهولة التصوير بأخذ صور خاصة على الموبايل، وبعد فترة تقوم ببيع موبايلك أو ارساله الى التصليح، وحتى لو تذكرت حذف الملفات الخاصة عن الكمبيوتر فإن هناك برامج تسترجع الملفات التي كانت على الموبايل من يوم شراءه… هل أنت متعجب؟؟؟؟ كثير من الفضائح والمشاكل والقصص كانت بسبب هذا الجهاز الصغير المسمى “موبايل”…

أخيراً وليس آخراً… قم بتأمين حماية لكمبيوترك، مثل أنتي فايروس، وحتى بعد ذلك، اياك أن تحفظ صوراً خاصة على كمبيوترك الشخصي… ثم لا داعي أساساً لأن يكون هناك صور خاصة.. ههههه مهي عندك بالبيت… ولا أنا غلطان؟؟؟؟
ثم ان بعض الرجال غريبي أطوار فعلاً… لو كنت مسافر يمكن أن أتفهم رسائل الغزل “الخاص” لزوجتك على المسنجر، لكن لن أفهم طالما انتا ومعاليها بنفس البلد، وسعادتك ما صرلك ساعتين نازل من البيت… تزيدهاش يا عريس… والله عجيب….

حفظ الله زوجاتكم وبناتكم و أهلكم من كل سوء… وكان الله بعون صديقي على مصيبته…